زينب إسماعيل تكتب: «مو صلاح» تجاهل فارتفع

زينب إسماعيل
زينب إسماعيل

يقول شاعر المهجر «جبران خليل جبران» : «أنا لا أجيد ثقافة الإساءة، لكن بالمقابل أتقن مبدأ التجاهل.. وبشدة».. ويوم لاكت بعض الألسنة الطويلة علي محمد صلاح واتهموه بالتمارض والتخاذل والهروب .. وبعد أن أخرج كل مسيئ ما في جعبته من إساءة ، ظهرت الحقيقة جلية في التقريرالطبي الذي لا يجامل ولا يكذب وخرصت الألسنة، وإن استمرت بعض الغوغائيات من أصحاب النفوس الضعيفة الحاقدة من أعداءالنجاح التي لا تجيد إلا إحصاء السيئات و التُركِّز على اصطياد السلبيات.

بالرغم من كل سبق هذا هو محمد صلاح - رغم الحرب الكلامية التي لا تقدم ولا تؤخر- بقي شامخا مرفوع الرأس متجاهلا كل التفاهات من حوله .وهناك رواية تؤكد فوائد "التجاهل" أو"التغافل" في حياتنا أكدها الأقدمون من الرجال (دخل رجل على الأمير المجاهد قتيبة بن مسلم الباهلي، فكلمه في حاجة له، ووضع نصل سيفه على الأرض فجاء على أُصبع قدم الأمير، وجعل يكلمه في حاجته وقد أدمى النصلُ أُصبعه، والرجل لا يشعر، والأمير لا يظهر ما أصابه وجلساء الأمير لا يتكلمون هيبة له، فلما فرغ الرجل من حاجته وانصرف ، دعا قتيبة بن مسلم بمنديل فمسح الدم من أُصبعه وغسله، فقيل له: ألا نحَّيت رجلك أصلحك الله، أو أمرت الرجل برفع سيفه عنها؟ فقال: خشيت أن أقطع عنه حاجته. فلقد كان في قدرة الأمير أن يأمره بإبعاد نصل سيفه عن قدمه، وليس هنالك من ملامة عليه، أو على الأقل أن يبعد الأمير قدمه عن نصل سيفه، ولكنه أدب التغافل حتى لا يقطع على الرجل حديثه، وبمثل هذه الأخلاق ساد أولئك الرجال).

قال الإمام أحمد بن حنبل:"تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل "،و قال الشافعي: "الكيس العاقل هو الفطن المتغافل".. وقال جعفر بن محمد الصادق‏:‏ ‏(‏عظموا أقداركم بالتغافل‏)‏‏.‏